ما إِن يَخافُ الخَذلَ مِن أَيّامِهِ أَحَدٌ تَيَقَّنَ أَنَّ نَصراً ناصِرُه (أبو تمام)
غَدَت مُغتَدى الغَضبى وَأَوصَت خَيالَها بِحَرّانَ نِضوِ العيسِ نِضوِ الخَرائِدِ (أبو تمام)
وَقالَت نِكاحُ الحُبِّ يُفسِدُ شَكلَهُ وَكَم نَكَحوا حُبّاً وَلَيسَ بِفاسِدِ (أبو تمام)
سَآوي بِهَذا القَلبِ مِن لَوعَةِ الهَوى إِلى ثَغَبٍ مِن نُطفَةِ اليَأسِ بارِدِ (أبو تمام)
وَأَروَعَ لا يُلقي المَقالِدَ لِاِمرِئٍ فَكُلُّ اِمرِئٍ يُلقي لَهُ بِالمَقالِدِ (أبو تمام)
لَهُ كِبرِياءُ المُشتَري وَسُعودُهُ وَسَورَةُ بَهرامٍ وَظَرفُ عُطارِدِ (أبو تمام)
أَغَرُّ يَداهُ فُرصَتا كُلِّ طالِبٍ وَجَدواهُ وَقفٌ في سَبيلِ المَحامِدِ (أبو تمام)
فَتىً لَم يَقُم فَرداً بِيَومِ كَريهَةٍ وَلا نائِلٍ إِلّا كَفى كُلَّ قاعِدِ (أبو تمام)
وَلا اِشتَدَّتِ الأَيّامُ إِلّا أَلانَها أَشَمُّ شَديدُ الوَطءِ فَوقَ الشَدائِدِ (أبو تمام)
بَلَوناهُ فيها ماجِداً ذا حَفيظَةٍ وَما كانَ رَيبُ الدَهرِ فيها بِماجِدِ (أبو تمام)
غَدا قاصِداً لِلحَمدِ حَتّى أَصابَهُ وَكَم مِن مُصيبٍ قَصدَهُ غَيرُ قاصِدِ (أبو تمام)
هُمُ حَسَدوهُ لا مَلومينَ مَجدَهُ وَما حاسِدٌ في المَكرُماتِ بِحاسِدِ (أبو تمام)
قَراني اللُهى وَالوُدَّ حَتّى كَأَنَّما أَفادَ الغِنى مِن نائِلي وَفَوائِدي (أبو تمام)
فَأَصبَحَ يَلقاني الزَمانُ مِنَ اِجلِهِ بِإِعظامِ مَولودٍ وَرَأفَةِ والِدِ (أبو تمام)
يَصُدُّ عَنِ الدُنيا إِذا عَنَّ سُؤدُدٌ وَلَو بَرَزَت في زِيِّ عَذراءَ ناهِدِ (أبو تمام)
إِذا المَرءُ لَم يَزهَد وَقَد صُبِغَت لَهُ بِعُصفُرِها الدُنيا فَلَيسَ بِزاهِدِ (أبو تمام)
فَواكَبِدي الحَرّى وَواكَبِدَ النَدى لِأَيّامِهِ لَو كُنَّ غَيرَ بَوائِدِ (أبو تمام)
وَهَيهاتَ ما رَيبُ الزَمانِ بِمُخلِدٍ غَريباً وَلا رَيبُ الزَمانِ بِخالِدِ (أبو تمام)
مُحَمَّدُ يا بنِ الهَيثَمِ بنِ شُبانَةٍ أَبي كُلَّ دَفّاعٍ عَنِ المَجدِ ذائِدِ (أبو تمام)
هُمُ شَغَلوا يَومَيكَ بِالبَأسِ وَالنَدى وَآتَوكَ زَنداً في العُلى غَيرَ خامِدِ (أبو تمام)
فَإِن كانَ عامٌ عارِمُ المَحلِ فَاِكفِهِ وَإِن كانَ يَومٌ ذو جِلادٍ فَجالِدِ (أبو تمام)