ما إِن يَخافُ الخَذلَ مِن أَيّامِهِ أَحَدٌ تَيَقَّنَ أَنَّ نَصراً ناصِرُه (أبو تمام)
فَكَأَنَّما اِحتالَت عَلَيهِ نَفسُهُ إِذ لَم تَنَلهُ حيلَةُ المُحتالِ (أبو تمام)
فَالبَذُّ أَغبَرُ دارِسُ الأَطلالِ لِيَدِ الرَدى أُكُلٌ مِنَ الآكالِ (أبو تمام)
أَلوَت بِهِ يَومَ الخَميسِ كَتائِبٌ أَرسَلنَهُ مَثَلاً مِنَ الأَمثالِ (أبو تمام)
مَحوٌ مِنَ البيضِ الرِقاقِ أَصابَهُ فَعَفاهُ لا مَحوٌ مِنَ الأَحوالِ (أبو تمام)
ريحانِ مِن صَبرٍ وَنَصرٍ أَبلَيا رَبعَيهِ لا ريحا صَباً وَشَمالِ (أبو تمام)
لَفَحَت سَمومُ المَشرَفِيَّةِ وَسطَهُ وَهَجاً وَكُنَّ سَوابِغَ الأَظلالِ (أبو تمام)
كَم صارِمٍ عَضبٍ أَنافَ عَلى فَتىً مِنهُم لِأَعباءِ الوَغى حَمّالِ (أبو تمام)
سَبَقَ المَشيبَ إِلَيهِ حَتّى اِبتَزَّهُ وَطَنُ النُهى مِن مَفرِقٍ وَقَذالِ (أبو تمام)
كُرّامَةٍ وَسطَ المَنِيَّةِ وَحدَها لُوّامَةِ الأَعمامِ وَالأَخوالِ (أبو تمام)
قاسى حَياةَ الكَلبِ إِلّا أَنَّهُ قَد ماتَ صَبراً ميتَةَ الرِئبالِ (أبو تمام)
أُبنا بِكُلِّ خَريدَةٍ قَد أَنجَزَت فيها عِداتُ الدَهرِ بَعدَ مِطالِ (أبو تمام)
خاضَت مَحاسِنَها مَخاوِفُ غادَرَت ماءَ الصَبا وَالحُسنِ غَيرَ زُلالِ (أبو تمام)
أُعجِلنَ عَن شَدِّ الإِزارِ وَرُبَّما عُوِّدنَ أَن يَمشِينَ غَيرَ عِجالِ (أبو تمام)
بُدِّلنَ طولَ إِذالَةٍ بِصِيانَةٍ وَكُسورَ خيمٍ مِن كُسورِ حِجالِ (أبو تمام)
وَنَجا اِبنُ خائِنَةِ البُعولَةِ لَو نَجا بِمُهَفهَفِ الكَشحَينِ وَالآطالِ (أبو تمام)
خَلّى الأَحِبَّةَ سالِماً لا ناسِياً عُذرُ النَسِيِّ خِلافُ عُذرِ السالي (أبو تمام)
هَتَكَت عَجاجَتَهُ القَنا عَن وامِقٍ أَهدى الطِعانُ لَهُ خَليقَةَ قالِ (أبو تمام)
إِنَّ الرِماحَ إِذا غُرِسنَ بِمَشهَدٍ فَجَنى العَوالي في ذَراهُ مَعالِ (أبو تمام)
لَمّا قَضى رَمَضانُ مِنهُ قَضاءَهُ شالَت بِهِ الأَيّامُ في شَوّالِ (أبو تمام)
ما زالَ مَغلولَ العَزيمَةِ سادِراً حَتّى غَدا في القَيدِ وَالأَغلالِ (أبو تمام)