أَلوى بِصَبرِكَ إِخلاقُ اللِوى وَهَفا بِلُبِّكَ الشَوقُ لَمّا أَقفَرَ اللَبَبُ (أبو تمام)
فَهَذي اللَيالي مُؤذِناتُكَ بِالبِلى تَروحُ وَأَيّامٌ بِذَلِكَ تَبكُرُ (أبو تمام)
وَأَخلِص بِذا لِلَّهِ صَدراً وَنِيَّةً فَإِنَّ الَّذي تُخفيهِ يَوماً سَيَظهَرُ (أبو تمام)
وَقَد يَستُرُ الإِنسانُ بِاللَفظِ فِعلَهُ فَيُظهِرُ مِنهُ الطَرفُ ما كانَ يَستُرُ (أبو تمام)
تَذَكَّر وَفَكِّر في الَّذي أَنتَ صائِرٌ إِلَيهِ غَداً إِن كُنتَ مِمَّن يُفَكِّرُ (أبو تمام)
فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَصيرَ لِحُفرَةٍ بِأَثنائِها تُطوى إِلى يَومِ تُنشَرُ (أبو تمام)
أَما إِنَّهُ لَولا الخَليطُ المُوَدِّعُ وَرَبعٌ عَفا مِنهُ مَصيفٌ وَمَربَعُ (أبو تمام)
لَرُدَّت عَلى أَعقابِها أَريحِيَّةٌ مِنَ الشَوقِ واديها مِنَ الهَمِّ مُترَعُ (أبو تمام)
لَحِقنا بِأُخراهُم وَقَد حَوَّمَ الهَوى قُلوباً عَهِدنا طَيرَها وَهيَ وُقَّعُ (أبو تمام)
فَرُدَّت عَلَينا الشَمسُ وَاللَّيلُ راغِمٌ بِشَمسٍ لَهُم مِن جانِبِ الخِدرِ تَطلُعُ (أبو تمام)
نَضا ضَوءُها صِبغَ الدُجُنَّةِ فَاِنطَوى لِبَهجَتِها ثَوبُ السَماءِ المُجَزَّعُ (أبو تمام)
فَوَاللَهِ ما أَدري أَأَحلامُ نائِمٍ أَلَمَّت بِنا أَم كانَ في الرَكبِ يوشَعُ (أبو تمام)
وَعَهدي بِها تُحيي الهَوى وَتُميتُهُ وَتَشعَبُ أَعشارَ الفُؤادِ وَتَصدَعُ (أبو تمام)
وَأَقرَعُ بِالعُتبى حُمَيّا عِتابَها وَقَد تَستَقيدُ الراحَ حينَ تُشَعشَعُ (أبو تمام)
وَتَقفو إِلى الجَدوى بِجَدوى وَإِنَّما يَروقُكَ بَيتُ الشِعرِ حينَ يُصَرَّعُ (أبو تمام)
أَلَم تَرَ آرامَ الظِباءِ كَأَنَّما رَأَت بِيَ سيدَ الرَملِ وَالصُبحُ أَدرَعُ (أبو تمام)
لَئِن جَزِعَ الوَحشِيُّ مِنها لِرُؤيَتي لَإِنسِيُّها مِن شَيبِ رَأسِيَ أَجزَعُ (أبو تمام)
غَدا الهَمُّ مُختَطّاً بِفَوَدَيِّ خِطَّةً طَريقُ الرَدى مِنها إِلى النفسِ مَهيَعُ (أبو تمام)
هُوَ الزَورُ يُجفى وَالمُعاشَرُ يُجتَوى وَذو الإِلفِ يُقلى وَالجَديدُ يُرَقَّعُ (أبو تمام)
لَهُ مَنظَرٌ في العَينِ أَبيَضُ ناصِعٌ وَلَكِنَّهُ في القَلبِ أَسوَدُ أَسفَعُ (أبو تمام)
وَنَحنُ نُزَجّيهِ عَلى الكُرهِ وَالرِضا وَأَنفُ الفَتى مِن وَجهِهِ وَهوَ أَجدَعُ (أبو تمام)