وَلَو أَنّي فَعَلتُ كُنتُ كَمَن يَس أَلُهُ وَهوَ قائِمٌ أَن يَقوما (أبو تمام)
أَنا مِن لَحظِ مُقلَتَيهِ جَريحٌ أَتَداوى بِعَبرَةٍ وَنَحيبِ (أبو تمام)
حُرَقُ الشَوقِ وَالهَوى يَتَصا رَخنَ عَلَيَّ مُشَقَّقاتِ الجُيوبِ (أبو تمام)
شَهِدتُ لَقَد أَقوَت مَغانيكُمُ بَعدي وَمَحَّت كَما مَحَّت وَشائِعُ مِن بُردِ (أبو تمام)
وَأَنجَدتُمُ مِن بَعدِ إِتهامِ دارِكُم فَيا دَمعُ أَنجِدني عَلى ساكِني نَجدِ (أبو تمام)
لَعَمري لَقَد أَخلَقتُمُ جَدَّةَ البُكا بُكاءً وَجَدَّدتُم بِهِ خَلَقَ الوَجدِ (أبو تمام)
وَكَم أَحرَزَت مِنكُم عَلى قُبحِ قَدِّها صُروفُ النَوى مِن مُرهَفٍ حَسَنِ القَدِّ (أبو تمام)
وَمِن زَفرَةٍ تُعطي الصَبابَةَ حَقَّها وَتوري زِنادَ الشَوقِ تَحتَ الحَشا الصَلدِ (أبو تمام)
وَمِن جيدِ غَيداءِ التَثَنّي كَأَنَّما أَتَتكَ بِلَيتَيها مِنَ الرَشَأِ الفَردِ (أبو تمام)
كَأَنَّ عَلَيها كُلَّ عِقدٍ مَلاحَةً وَحُسناً وَإِن أَمسَت وَأَضحَت بِلا عِقدِ (أبو تمام)
وَمِن نَظرَةٍ بَينَ السُجوفِ عَليلَةٍ وَمُحتَضَنٍ شَختٍ وَمُبتَسَمٍ بَردِ (أبو تمام)
وَمِن فاحِمٍ جَعدٍ وَمِن كَفَلٍ نَهدِ وَمِن قَمَرٍ سَعدٍ وَمِن نائِلٍ ثَمدِ (أبو تمام)
مَحاسِنُ ما زالَت مَساوٍ مِنَ النَوى تُغَطّي عَلَيها أَو مَساوٍ مِنَ الصَدِّ (أبو تمام)
سَأَجهَدُ عَزمي وَالمَطايا فَإِنَّني أَرى العَفوَ لا يُمتاحُ إِلّا مِنَ الجَهدِ (أبو تمام)
إِذا الجِدُّ لَم يَجدِد بِنا أَو تَرى الغِنى صُراحاً إِذا ما صُرِّحَ الجَدُّ بِالجِدِّ (أبو تمام)
وَكَم مَذهَبِ سَبطِ المَناديحِ قَد سَعَت إِلَيكَ بِهِ الأَيّامُ مِن أَمَلٍ جَعدِ (أبو تمام)
سَرَينَ بِنا زَهواً يَخِدنَ وَإِنَّما يَبيتُ وَيُمسي النُجحُ في كَنَفِ الوَخدِ (أبو تمام)
قَواصِدُ بِالسَيرِ الحَثيثِ إِلى أَبي ال مُغيثِ فَما تَنفَكُّ تُرقِلُ أَو تَخدي (أبو تمام)
إِلى مُشرِقِ الأَخلاقِ لِلجودِ ما حَوى وَيَحوي وَما يُخفي مِنَ الأَمرِ أَو يُبدي (أبو تمام)
فَتىً لَم تَزَل تُفضي بِهِ طاعَةُ النَدى إِلى العيشَةِ العَسراءِ وَالسُؤدُدِ الرَغدِ (أبو تمام)
إِذا وَعَدَ اِنهَلَّت يَداهُ فَأَهدَتا لَكَ النُجحَ مَحمولاً عَلى كاهِلِ الوَعدِ (أبو تمام)