فَكَبا كَما يَكبو الكَمِيُّ تَصَرَّفَت أَيّامُهُ وَاِنبَتَّ مِن أَبطالِهِ (أبو تمام)
سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي هِيَ الوُدُّ صاناهُ بِحُسنِ صِيانِهِ (أبو تمام)
عَفاءٌ عَلى دَهياءَ كانا إِزاءَها وَنِكلٌ لِداجي الخَطبِ يَعتَوِرانِهِ (أبو تمام)
تَدَفَّقتُما مِن طَلِّ مُزنٍ وَوَبلِهِ وَمِن شَرخِ مَعروفٍ وَمِن عُنفُوانِهِ (أبو تمام)
وَهَل لي غَداةَ السَبقِ عُذرٌ وَأَنتُما بِحَيثُ تَرى عَينايَ يَومَ رِهانِهِ (أبو تمام)
رَأَيتُكُما مِن رَيبِ دَهرِيَ هَضبَةً وَمازُلتُما لازِلتُما مِن رِعانِهِ (أبو تمام)
فَأَصبَحَ لي تَحتَ الجِرانِ فَريسَةً وَلَولاكُما أَصبَحتُ تَحتَ جِرانِهِ (أبو تمام)
وَمَلَّكتُماني صَعبَةً وَخِشاشَها وَأَمكَنتُما مِن طامِحٍ وَعِنانِهِ (أبو تمام)
لَئِن رُمتُ أَمراً غِبتُما عِندَ بِكرِهِ لَقَد سَرَّني فِعلاكُما في عَوانِهِ (أبو تمام)
وَما خَيرُ بَرقٍ لاحَ في غَيرِ وَقتِهِ وَوادٍ غَدا مَلآنَ قَبلَ أَوانِهِ (أبو تمام)
تَلَطَّفتُما لِلدَهرِ حَتّى أَجابَني وَقَد أَزمَنتَ رِجلي هَناتُ زَمانِهِ (أبو تمام)
وَمازِلتُما مِن نَبعِهِ إِن عُجِمتُما لِضَيمٍ وَعِندَ الجودِ مِن خَيزُرانِهِ (أبو تمام)
لَعَمري لَقَد أَصبَحتُما العُرفَ صاحِباً لَهُ مِقوَلٌ نُعما كَما في ضَمانِهِ (أبو تمام)
وَيَأخُذُ مِن أَيديكُما وَهَواكُما فَلا عَجَبٌ أَن تَأخُذا مِن لِسانِهِ (أبو تمام)
سَأَهجو الوَغدَ مُقرانَ فَلا غَروَ وَلا بِدعا (أبو تمام)
فَتىً ما إِن تَخَلَّت ذا تُهُ مِن حَيَّةٍ تَسعى (أبو تمام)
إِذا ما جاعَتِ الفيشُ غَدَت في ذاتِهِ تَرعى (أبو تمام)
إِذا ما أُدخِلَت كَالبُس رِ فيهِ خَرَجَت شَمعا (أبو تمام)
وَأَلقاهُ بِلَطمٍ يَه تِكُ الأَبصارَ وَالسَمعا (أبو تمام)
فَإِن لَم يَفهَمِ الشِعرَ سَريعاً فَهِمَ الصَفعا (أبو تمام)
سَتَعلَمُ يا عَيّاشُ إِن كُنتَ تَعلَمُ فَتَندَمُ إِن خَلّاكَ جَهلُكَ تَندَمُ (أبو تمام)