أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ، ثنا يَحْيَى ، أنبأ يَزِيدُ ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي رَجُلَيْنِ وَطِئَا جَارِيَةً فِي طُهْرٍ وَاحِدٍ ، فَجَاءَتْ بِغُلَامٍ ، فَارْتَفَعَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَدَعَا لَهُ ثَلَاثَةً مِنَ الْقَافَةِ ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى أَنَّهُ قَدْ أَخَذَ الشَّبَهَ مِنْهُمَا جَمِيعًا ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَائِفًا يَقُوفُ، فَقَالَ: " قَدْ كَانَتِ الْكَلْبَةُ يَنْزُو عَلَيْهَا الْكَلْبُ الْأَسْوَدُ وَالْأَصْفَرُ وَالْأَنْمَرُ فَتُؤَدِّي إِلَى كُلِّ كَلْبٍ شَبَهَهُ ، وَلَمْ أَكُنْ أَرَى هَذَا فِي النَّاسِ ، حَتَّى رَأَيْتُ هَذَا ". فَجَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَهُمَا يَرِثَانِهِ وَيَرِثُهُمَا ، وَهُوَ لِلْبَاقِي مِنْهُمَا. قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: " هَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ رِوَايَةُ الْبَصْرِيِّينَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ ، وَرِوَايَتُهُمْ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، كِلْتَاهُمَا مُنْقَطِعَةٌ ، وَفِيهِمَا لَوْ صَحَّتَا دَلَالَةٌ مَعَ مَا تَقَدَّمَ عَلَى الْحُكْمِ بِالشَّبَهِ وَالرُّجُوعِ عِنْدَ الِاشْتِبَاهِ إِلَى قَوْلِ الْقَافَةِ ، فَأَمَّا إِلْحَاقُهُ الْوَلَدَ بِهِمَا عِنْدَ عَدَمِ الْقَافَةِ ، فَالْبَصْرِيُّونَ يَنْفَرِدُونَ بِهِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَرِوَايَةُ الْحِجَازِيِّينَ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى مَا مَضَى ، وَرِوَايَةُ الْحِجَازِيِّينَ عَنْهُ أَوْلَى بِالصِّحَّةِ ، وَرِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَوْصُولَةٌ ، وَرِوَايَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ لَهَا شَاهِدَةٌ ، وَكِلَاهُمَا يُثْبِتُ قَوْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " وَالِ أَيَّهُمَا شِئْتَ ". وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ يَقُولُ فِي رِوَايَتِهِ: " فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مُتَّبِعًا لِأَحَدِهِمَا يَذْهَبُ " ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
[رواه البيهقي]