تَصدا بِها الأَفهامُ بَعدَ صِقالِها وَتَرُدُّ ذُكرانَ العُقولِ إِناثا (أبو تمام)
أَنكَرَتهُم نَفسي وَما ذَلِكَ الإِن كارُ إِلّا مِن شِدَّةِ العِرفانِ (أبو تمام)
وَإِساءاتُ ذي الإِساءَةِ يُذكِر نَكَ يَوماً إِحسانَ ذي الإِحسانِ (أبو تمام)
كَثرَةُ الصُفرِ يَمنَةً وَشِمالاً أَضعَفَت في نَفاسَةِ العُقبانِ (أبو تمام)
غَدا المُلكُ مَعمورَ الحِمى وَالمَنازِلِ مُنَوِّرَ وَحفِ الرَوضِ عَذبَ المَناهِلِ (أبو تمام)
بِمُعتَصِمٍ بِاللَهِ أَصبَحَ مَلجَأً وَمُعتَصَماً حِرزاً لِكُلِّ مُوائِلِ (أبو تمام)
لَقَد أَلبَسَ اللَهُ الإِمامَ فَضائِلاً وَتابَعَ فيها بِاللُهى وَالفَواضِلِ (أبو تمام)
فَأَضحَت عَطاياهُ نَوازِعَ شُرَّداً تُسائِلُ في الآفاقِ عَن كُلِّ سائِلِ (أبو تمام)
مَواهِبُ جُدنَ الأَرضَ حَتّى كَأَنَّما أَخَذنَ بِآدابِ السَحابِ الهَواطِلِ (أبو تمام)
إِذا كانَ فَخراً لِلمُمَدَّحِ وَصفُهُ بِيَومِ عِقابٍ أَو نَدىً مِنهُ هامِلِ (أبو تمام)
فَكَم لَحظَةٍ أَهدَيتَها لِاِبنِ نَكبَةٍ فَأَصبَحَ مِنها ذا عِقابٍ وَنائِلِ (أبو تمام)
شَهِدتُ أَميرَ المُؤمِنينَ شَهادَةً كَثيرٌ ذَوو تَصديقِها في المَحافِلِ (أبو تمام)
لَقَد لَبِسَ الأَفشينُ قَسطَلَةَ الوَغى مِحَشّاً بِنَصلِ السَيفِ غَيرَ مُواكِلِ (أبو تمام)
وَسارَت بِهِ بَينَ القَنابِلِ وَالقَنا عَزائِمُ كانَت كَالقَنا وَالقَنابِلِ (أبو تمام)
وَجَرَّدَ مِن آرائِهِ حينَ أُضرِمَت بِهِ الحَربُ حَدّاً مِثلَ حَدِّ المَناصِلِ (أبو تمام)
رَأى بابَكٌ مِنهُ الَّتي لا شَوى لَها فَتُرجى سِوى نَزعِ الشَوى وَالمَفاصِلِ (أبو تمام)
تَراهُ إِلى الهَيجاءِ أَوَّلَ راكِبٍ وَتَحتَ صَبيرِ المَوتِ أَوَّلَ نازِلِ (أبو تمام)
تَسَربَلَ سِربالاً مِنَ الصَبرِ وَاِرتَدى عَلَيهِ بعَضبٍ في الكَريهَةِ قاصِلِ (أبو تمام)
وَقَد ظُلِّلَت عِقبانُ أَعلامِهِ ضُحىً بِعِقبانِ طَيرٍ في الدِماءِ نَواهِلِ (أبو تمام)
أَقامَت مَعَ الراياتِ حَتّى كَأَنَّها مِنَ الجَيشِ إِلّا أَنَّها لَم تُقاتِلِ (أبو تمام)
فَلَمّا رَآهُ الخُرَّمِيّونَ وَالقَنا بِوَبلٍ أَعاليهِ مُغيثَ الأَسافِلِ (أبو تمام)