تَصدا بِها الأَفهامُ بَعدَ صِقالِها وَتَرُدُّ ذُكرانَ العُقولِ إِناثا (أبو تمام)
وَرَفَّعتَ طَرفاً كانَ لَولاكَ خاشِعاً وَأَورَدتَ ذَودَ العِزِّ في أَوَّلِ الوِردِ (أبو تمام)
فَتىً بَرَّحَت هِمّاتُهُ وَفِعالُهُ بِهِ فَهوَ في جُهدٍ وَما هُوَ في جَهدِ (أبو تمام)
مَتَتُّ إِلَيهِ بِالقَرابَةِ بَينَنا وَبِالرَحِمِ الدُنيا فَأَغنَت عَنِ الوُدِّ (أبو تمام)
رَأى سالِفَ الدُنيا وَشابِكَ آلِهِ أَحَقَّ بِأَن يَرعاهُ في سالِفِ العَهدِ (أبو تمام)
فَيا حُسنَ ذاكَ البِرِّ إِذ أَنا حاضِرٌ وَيا طيبَ ذاكَ القَولِ وَالذِكرِ مِن بَعدي (أبو تمام)
وَما كُنتُ ذا فَقرٍ إِلى صُلبِ مالِهِ وَما كانَ حَفصٌ بِالفَقيرِ إِلى حَمدي (أبو تمام)
وَلَكِن رَأى شُكري قِلادَةَ سُؤدُدٍ فَصاغَ لَها سِلكاً بَهِيّاً مِنَ الرِفدِ (أبو تمام)
فَما فاتَني ما عِندَهُ مِن حِبائِهِ وَلا فاتَهُ مِن فاخِرِ الشِعرِ ما عِندي (أبو تمام)
وَكَم مِن كَريمٍ قَد تَخَضَّرَ قَلبُهُ بِذاكَ الثَناءِ الغَضِّ في طُرُقِ المَجدِ (أبو تمام)
عَلى مِثلِها مِن أَربُعٍ وَمَلاعِبِ أُذيلَت مَصوناتُ الدُموعِ السَواكِبِ (أبو تمام)
أَقولُ لِقُرحانٍ مِنَ البَينِ لَم يُضِف رَسيسَ الهَوى تَحتَ الحَشا وَالتَرائِبِ (أبو تمام)
أَعِنّي أُفَرِّق شَملَ دَمعي فَإِنَّني أَرى الشَملَ مِنهُم لَيسَ بِالمُتَقارِبِ (أبو تمام)
وَما صارَ في ذا اليَومِ عَذلُكَ كُلُّهُ عَدُوِّيَ حَتّى صارَ جَهلُكَ صاحِبي (أبو تمام)
وَما بِكَ إِركابي مِنَ الرُشدِ مَركَباً أَلا إِنَّما حاوَلتَ رُشدَ الرَكائِبِ (أبو تمام)
فَكِلني إِلى شَوقي وَسِر يَسِرِ الهَوى إِلى حُرُقاتي بِالدُموعِ السَوارِبِ (أبو تمام)
أَمَيدانَ لَهوي مَن أَتاحَ لَكَ البِلى فَأَصبَحتَ مَيدانَ الصَبا وَالجَنائِبِ (أبو تمام)
أَصابَتكَ أَبكارُ الخُطوبِ فَشَتَّتَت هَوايَ بِأَبكارِ الظِباءِ الكَواعِبِ (أبو تمام)
وَرَكبٍ يُساقونَ الرِكابَ زُجاجَةً مِنَ السَيرِ لَم تَقصِد لَها كَفُّ قاطِبِ (أبو تمام)
فَقَد أَكَلوا مِنها الغَوارِبَ بِالسُرى فَصارَت لَها أَشباحُهُم كَالغَوارِبِ (أبو تمام)
يُصَرِّفُ مَسراها جُذَيلُ مَشارِقٍ إِذا آبَهُ هَمٌّ عُذَيقُ مَغارِبِ (أبو تمام)