خَلائِقٌ فيهِ غَضَّةٌ جُدُدٌ لَيسَت بِمَنهوكَةٍ وَلا لُبُسِ (أبو تمام)
كَأَنّا فَقَدنا أَلفَ أَلفِ مُدَجَّجٍ عَلى أَلفِ أَلفٍ مُقرَبٍ لا مُباعَدِ (أبو تمام)
فَيا وَحشَةَ الدُنيا وَكانَت أَنيسَةً وَوَحدَةَ مَن فيها لِمَصرَعِ واحِدِ (أبو تمام)
مَضَت خُيَلاءُ الخَيلِ وَاِنصَرَفَ الرَدى بِأَنفَسِ نَفسٍ مِن مَعَدٍّ وَوالِدِ (أبو تمام)
فَأَينَ شِفاءُ الثَغرِ أَينَ إِذا القَنا خَطَرنَ عَلى عُضوٍ مِنَ المُلكِ فاسِدِ (أبو تمام)
وَأَينَ الجِلادُ الهَبرُ إِذ لَيسَ سَيِّدٌ يَقي جِلدَةَ الأَحسابِ إِن لَم يُجالِدِ (أبو تمام)
وَمَن يَجعَلُ السُلطانَ حَبلَ وَريدِهِ وَمَن يَنظِمِ الأَطرافَ نَظمَ القَلائِدِ (أبو تمام)
وَمَن لَم يَكُن يَنفَكُّ يَغبِقُ سَيفَهُ دَماً عانِداً مِن نَحرِ لَيثٍ مُعانِدِ (أبو تمام)
بِنَفسِيَ مَن خَطَّت رَبيعَةُ لَحدَهُ وَلازالَ مُهتَزَّ الرُبى غَيرَ هامِدِ (أبو تمام)
أَقامَ بِهِ مِن حَيِّ بَكرِ بنِ وائِلٍ هَنِيَّ النَدى مُخضَرَّ إِثرَ المَواعِدِ (أبو تمام)
فَماذا حَوَت أَكفانُهُ مِن شَمائِلٍ مَناهِلَ أَعدادٍ عِذابَ المَوارِدِ (أبو تمام)
خَلائِقُ كانَت كَالثُغورِ تَخَرَّمَت وَكانَ عَلَيها واقِفاً كَالمُجاهِدِ (أبو تمام)
فَكَم غالَ ذاكَ التُربُ لي وَلِمَعشَري وَلِلناسِ طُرّاً مِن طَريفٍ وَتالِدِ (أبو تمام)
أَشَيبانُ لا ذاكَ الهِلالُ بِطالِعٍ عَلَينا وَلا ذاكَ الغَمامُ بِعائِدِ (أبو تمام)
أَشَيبانُ ما جَدّي وَلا جَدُّ كاشِحٍ وَلا جَدُّ شَيءٍ يَومَ وَلّى بِصاعِدِ (أبو تمام)
أَشَيبانُ عَمَّت نارُها مِن مُصيبَةٍ فَما يُشتَكى وَجدٌ إِلى غَيرِ واجِدِ (أبو تمام)
لَئِن أَقرَحَت عَينَي صَديقٍ وَصاحِبٍ لَقَد زَعزَعَت رُكنَي عَدُوٍّ وَحاسِدِ (أبو تمام)
لَئِن هِيَ أَهدَت لِلأَقارِبِ تَرحَةً لَقَد جَلَّلَت تُرباً خُدودَ الأَباعِدِ (أبو تمام)
فَما جانِبُ الدُنيا بِسَهلٍ وَلا الضُحى بِطَلقٍ وَلا ماءُ الحَياةِ بِبارِدِ (أبو تمام)
بَلى وَأَبي إِنَّ الأَميرَ مُحَمَّداً لَقُطبُ الرَحى مِصباحُ تِلكَ المَشاهِدِ (أبو تمام)
حَمِدتُ اللَيالي إِذ حَمَت سَرحَنا بِهِ وَلَستُ لَها في غَيرِ ذاكَ بِحامِدِ (أبو تمام)