حَطَطتُ إِلى أَرضِ الجُدَيدِيِّ أَرحُلي بِمَهرِيَّةٍ تَنباعُ في السَيرِ أَو تَخدي (أبو تمام)
وَيَقولُ وَالشَرَفُ المُنيفُ يَحُفُّهُ لا خَيرَ في شَرَفٍ إِذا لَم أُحمَدِ (أبو تمام)
وَأَكونُ عِندَ ظُنونِ طُلّابِ النَدى وَأَذُبُّ عَن شَرَفي بِما مَلَكَت يَدي (أبو تمام)
يَأبى لِعِرضي أَن يَكونَ مُشَعَّثاً جودٌ وَقاهُ بِطارِفٍ وَبِمُتلَدِ (أبو تمام)
وَلِراحَتَيهِ ديمَتانِ قَديمَةٌ لي بِالوِدادِ وَديمَةٌ بِالعَسجَدِ (أبو تمام)
كَم مِن ضَريكٍ قَد بَسَطتَ يَمينَهُ بَعدَ التَحَيُّنِ في ثَراءٍ سَرمَدِ (أبو تمام)
وَلَرُبَّ حربٍ حائِلٍ لَقَّحتَها وَنَتَجتَها مِن قَبلِ حينِ المَولِدِ (أبو تمام)
فَإِذا بَعَثتَ لِناكِثينَ عَزيمَةً عَصَفَت رُؤوسٌ مِن سُيوفٍ رُكَّدِ (أبو تمام)
إِنَّ الخِلافَةَ لَو جَزَتكَ بِمَوقِفٍ جَعَلَت مِثالَكَ قِبلَةً لِلمَسجِدِ (أبو تمام)
وَسَعَت إِلَيكَ جُنودُها حَتّى إِذا وافَتكَ خَرَّ لَدَيكَ كُلُّ مُقَلَّدِ (أبو تمام)
وَاللَهُ يَشكُرُ وَالخَليفَةُ مَوقِفاً لَكَ شائِعاً بِالبَذِّ صَعبَ المَشهَدِ (أبو تمام)
في مَأزِقٍ ضَنكِ المَكَرِّ مُغَصَّصٍ أَزَزِ المَجالِ مِنَ القَنا المُتَقَصِّدِ (أبو تمام)
نازَلتَ فيهِ مُفَنَّداً في دينِهِ لا بَأسِهِ فَرَآكَ غَيرَ مُفَنَّدِ (أبو تمام)
فَعَلَوتَ هامَتَهُ فَطارَ فَراشُها بِشِهابِ مَوتٍ في اليَدَينِ مُجَرَّدِ (أبو تمام)
يا فارِسَ الإِسلامِ أَنتَ حَمَيتَهُ وَكَفَيتَهُ كَلَبَ العَدُوِّ المُعتَدي (أبو تمام)
وَنَصَرتَهُ بِكَتائِبٍ صَيَّرتَها نَصباً لِعَوراتِ العَدُوِّ بِمَرصَدِ (أبو تمام)
أَصبَحتَ مِفتاحَ الثُغورِ وَقُفلَها وَسِدادَ ثُلمَتِها الَّتي لَم تُسدَدِ (أبو تمام)
أَدرَكتَ فيهِ دَمَ الشَهيدِ وَثارَهُ وَفَلَجتَ فيهِ بِشُكرِ كُلِّ مُوَحِّدِ (أبو تمام)
ضَحِكَت لَهُ أَكبادُ مَكَّةَ ضِحكَها في يَومِ بَدرٍ وَالعُتاةِ الشُهَّدِ (أبو تمام)
أَحيَيتَ لِلإِسلامِ نَجدَةَ خالِدٍ وَفَسَحتَ فيهِ لِمُتهِمٍ وَلِمُنجِدِ (أبو تمام)
لَو أَنَّ هَرثَمَةَ بنَ أَعيَنَ في الوَرى حَيٌّ وَعايَنَ فَضلَهُ لَم يَجحَدِ (أبو تمام)