فَإِن يَكُنِ المِقدارُ فيهِ مُفَنِّدا فَما هُوَ في أَشياعِهِ بِمُفَنِّدِ (أبو تمام)
فَقامَ فيها الرَعدُ كَالخَطيبِ وَحَنَّتِ الريحُ حَنينَ النيبِ (أبو تمام)
وَالشَمسُ ذاتُ حاجِبٍ مَحجوبِ قَد غَرَّبَت مِن غَيرِ ما غُروبِ (أبو تمام)
وَالأَرضُ في رِدائِها القَشيبِ في زاهِرٍ مِن نَبتِها رَطيبِ (أبو تمام)
بَعدَ اِشتِهابِ الثَلجِ وَالضَريبِ كَالكَهلِ بَعدَ السِنّ وَالتَحنيبِ (أبو تمام)
تَبَدَّلَ الشَبابَ بِالمَشيبِ كَم آنَسَت مِن جانِبٍ غَريبِ (أبو تمام)
وَفَتَّقَت مِن مِذنَبٍ يَعبوبِ وَغَلَبَت مِن الثَرى المَغلوبِ (أبو تمام)
وَنَفَّسَت عَن بارِضٍ مَكروبِ وَسَكَّنَت مِن نافِرِ الجَنوبِ (أبو تمام)
وَأَقنَعَت مِن بَلَدٍ رَغيبِ يَحفَظُ عَهدَ الغَيثِ بِالمَغيبِ (أبو تمام)
لَذيذَةَ الريقِ مَعَ الصَبيبِ كَأَنَّما تَهمي عَلى القُلوبِ (أبو تمام)
لَم يَبقَ لِلصَيفِ لا رَسمٌ وَلا طَلَلُ وَلا قَشيبٌ فَيُستَكسى وَلا سَمَلُ (أبو تمام)
عَدلٌ مِنَ الدَمعِ أَن يُبكى المَصيفُ كَما يُبكى الشَبابُ وَيُبكى اللَهوُ وَالغَزَلُ (أبو تمام)
يُمنى الزَمانِ طَوَت مَعروفَها وَغَدَت يُسراهُ وَهيَ لَنا مِن بَعدِها بَدَلُ (أبو تمام)
ما لِلشِتاءِ وَما لِلصَيفِ مِن مَثَلٍ يَرضى بِهِ السَمعُ إِلّا الجودُ وَالبَخَلُ (أبو تمام)
أَما تَرى الأَرضَ غَضبى وَالحَصى قَلِقٌ وَالأُفقَ بِالحَرجَفِ النَكباءِ يَقتَتِلُ (أبو تمام)
مَن يَزعَمُ الصَيفَ لَم تَذهَب بَشاشَتُهُ فَغَيرُ ذَلِكَ أَمسى يَزعُمُ الجَبَلُ (أبو تمام)
غَدا لَهُ مِغفَرٌ في رَأسِهِ يَقَقٌ لا تَهتِكُ البيضُ فَودَيهِ وَلا الأَسَلُ (أبو تمام)
إِذا خُراسانُ عَن صِنِّبرِها كَشَرَت كانَت قَتاداً لَنا أَنيابُها العُصُلُ (أبو تمام)
يُمسي وَيُضحي مُقيماً في مَبائَتِهِ وَبَأسُهُ في كُلى الأَقوامِ مُرتَحِلُ (أبو تمام)
مَن كانَ يَجهَلُ يَوماً حَدَّ سَورَتِهِ في القَريَتَينِ وَأَمرُ الجَوِّ مُكتَهِلُ (أبو تمام)
فَما الضُلوعُ وَلا الأَحشاءُ جاهِلَةٌ وَلا الكُلى أَنَّهُ المِقدامَةُ البَطَلُ (أبو تمام)