خَشُنتَ عَلى التَأديبِ فَهماً وَمَنطِقاً وَلِنتَ عَلى الأَيّامِ ليتاً وَأَخدَعا (أبو تمام)
بِأَنَّكَ لَمّا اِسحَنكَكَ الأَمرُ وَاِكتَسى أَهابِيَّ تَسفي في وُجوهِ التَجارِبِ (أبو تمام)
تَجَلَّلتَهُ بِالرَأيِ حَتّى أَرَيتَهُ بِهِ مِلءَ عَينَيهِ مَكانَ العَواقِبِ (أبو تمام)
بِأَرشَقَ إِذ سالَت عَلَيهِم غَمامَةٌ جَرَت بِالعَوالي وَالعِتاقِ الشَوازِبِ (أبو تمام)
نَضَوتَ لَهُ رَأيَينَ سَيفاً وَمُنصَلاً وَكُلٌّ كَنَجمٍ في الدُجُنَّةِ ثاقِبِ (أبو تمام)
وَكُنتَ مَتى تُهزَز لِخَطبٍ تُغَشِّهِ ضَرائِبَ أَمضى مِن رِقاقِ المَضارِبِ (أبو تمام)
فَذِكرُكَ في قَلبِ الخَليفَةِ بَعدَها خَليفَتُكَ المُقفى بِأَعلى المَراتِبِ (أبو تمام)
فَإِن تَنسَ يَذكُر أَو يَقُل فيكَ حاسِدٌ يَفِل قَولُهُ أَو تَنأَ دارٌ تُصاقِبِ (أبو تمام)
فَأَنتَ لَدَيهِ حاضِرٌ غَيرُ حاضِرٍ جَميعاً وَعَنهُ غائِبٌ غَيرُ غائِبِ (أبو تمام)
إِلَيكَ أَرَحنا عازِبَ الشِعرِ بَعدَما تَمَهَّلَ في رَوضِ المَعاني العَجائِبِ (أبو تمام)
غَرائِبُ لاقَت في فِنائِكَ أُنسَها مِنَ المَجدِ فَهيَ الآنَ غَيرُ غَرائِبِ (أبو تمام)
وَلَو كانَ يَفنى الشِعرُ أَفناهُ ما قَرَت حِياضُكَ مِنهُ في العُصورِ الذَواهِبِ (أبو تمام)
وَلَكِنَّهُ صَوبُ العُقولِ إِذا اِنجَلَت سَحائِبُ مِنهُ أُعقِبَت بِسَحائِبِ (أبو تمام)
أَقولُ لِأَصحابي هُوَ القاسِمُ الَّذي بِهِ شَرَحَ الجودُ اِلتِباسَ المَذاهِبِ (أبو تمام)
وَإِنّي لَأَرجو أَن تَرُدَّ رَكائِبي مَواهِبُهُ بَحراً تُرَجّى مَواهِبي (أبو تمام)
عَنَّت فَأَعرَضَ عَن تَعريضِها أَرَبي يا هَذِهِ عُذُري في هَذِهِ النُكَبِ (أبو تمام)
إِلَيكَ وَيلُكَ عَمَّن كانَ مُمتَلِئاً وَيلاً عَلَيكَ وَوَيحاً غَيرَ مُنقَضِبِ (أبو تمام)
في صَدرِهِ مِن هُمومٍ يَعتَلِجنَ بِهِ وَساوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ (أبو تمام)
رَدَّ اِرتِدادُ اللَيالي غَربَ أَدمُعِهِ فَذابَ هَمّاً وَجَمدُ العَينِ لَم يَذُبِ (أبو تمام)
لا أَنَّ خَلفَكِ لِلَّذّاتِ مُطَّلَعاً لَكِنَّ دونَكِ مَوتَ اللَهوِ وَالطَرَبِ (أبو تمام)
وَحادِثاتِ أَعاجيبٍ خَساً وَزَكاً ما الدَهرُ في فِعلِها إِلّا أَبو العَجَبِ (أبو تمام)