لَقَد ضاقَتِ الدُنيا عَلَيَّ بِأَسرِها بِهِجرانِهِ حَتّى كَأَنِّيَ في حَبسِ (أبو تمام)
أَمّا السُكوتُ فَمَطوِيٌّ عَلى عِدَةٍ وَفي كَلامِكَ غُرُّ المالِ يُنتَهَبُ (أبو تمام)
صَبَرتُ عَنكَ بِصَبرٍ غَيرِ مَغلوبِ وَدَمعِ عَينٍ عَلى الخَدَّينِ مَسكوبِ (أبو تمام)
صَيَّرتَني مُستَقَرّاً لِلهَوى وَطَناً لِلحُزنِ يا مُستَقَرَّ الحُسنِ وَالطيبِ (أبو تمام)
لَئِن جَحَدتُكَ ما لاقَيتُ فيكَ فَقَد صَحَّت شُهودُ تَباريحي وَتَعذيبي (أبو تمام)
بِزَفرَةٍ بَعدَ أُخرى طالَما شَهِدَت بِأَنَّها اِنتُزِعَت مِن صَدرِ مَكروبِ (أبو تمام)
لَكِن عَدَوتَ عَلى جِسمي فَبِنتَ بِهِ يا مَن رَأى الظَبيَ عَدّاءً عَلى الذيبِ (أبو تمام)
صَحبي قِفوا مُلّيتُكُم صَحبا فَاِقضوا لَنا مِن رَبعِها نَحبا (أبو تمام)
دارٌ كَأَنَّ يَدَ الزَمانِ بِأَن واعِ البِلى نَشَرَت بِها كُتبا (أبو تمام)
أَينَ الأُلى كانوا بِعِقوَتِها وَالدَهرُ يَسكُبُ ماءَهُ سَكبا (أبو تمام)
إِذ فيهِ كُلُّ خَريدَةٍ فُنُقٍ عُذرُ الفَتى إِن هامَ أَو حَبّا (أبو تمام)
فَرَغَ الوِشاحُ بِها وَقَد مَلَأَت مِنها الشَوى الخَلخالَ وَالقُلبا (أبو تمام)
وَإِذا تَهادَت خِلتَها غُصُناً لَدناً تُلاعِبُهُ الصَبا رَطبا (أبو تمام)
نَصَبَت لَهُ البَلوى مُنَعَّمَةً جُعِلَت لِناظِرِ عَينِهِ نَصبا (أبو تمام)
قَصَدَت لَهُ قَبلَ الفِراقِ فَما أَبقَت لَهُ كَبِداً وَلا قَلبا (أبو تمام)
قُل لِلجُلودِيِّ الَّذي يَدُهُ ذَهَبَت بِمالِ جُنودِهِ شَعبا (أبو تمام)
اللَهُ أَعطاكَ الهَزيمَةَ إِذ جَذَبَتكَ أَسبابُ الرَدى جَذبا (أبو تمام)
لاقَيتَ أَبطالاً تَحُثُّ إِلى ضَنكِ المَقامِ شَوازِباً قُبّا (أبو تمام)
فَنَزَلتَ بَينَ ظُهورِهِم أَشِراً فَقَرَوكَ ثَمَّ الطَعنَ وَالضَربا (أبو تمام)
ضَيفاً وَلَكِن لا أَقولُ لَهُ أَهلاً بِمَثواهُ وَلا رَحبا (أبو تمام)
في حَيثُ تَلقى الرُمحَ يَشرَعُ في نُطَفِ الكُلى وَالمُرهَفَ العَضبا (أبو تمام)