لَقَد ضاقَتِ الدُنيا عَلَيَّ بِأَسرِها بِهِجرانِهِ حَتّى كَأَنِّيَ في حَبسِ (أبو تمام)
بِأَحاظي الجُدودِ لا بَل بِوَش كِ الجِدِّ لا بَل بِسُؤدَدِ الأَجدادِ (أبو تمام)
وَكَأَنَّ الأَعناقَ يَومَ الوَغى أَو لى بِأَسيافِهِم مِنَ الأَغمادِ (أبو تمام)
فَإِذا ضَلَّتِ السُيوفُ غَداةَ الرَو عِ كانَت هَوادِياً لِلهَوادي (أبو تمام)
قَد بَثَثتُم غَرسَ المَوَدَّةِ وَالشَح ناءِ في قَلبِ كُلِّ قارٍ وَبادِ (أبو تمام)
أَبغَضوا عِزَّكُم وَوَدّوا نِداكُم فَقَرَوكُم مِن بِغضَةٍ وَوِدادِ (أبو تمام)
لا عَدَمتُم غَريبَ مَجدٍ رَبَقتُم في عُراهُ نَوافِرَ الأَضدادِ (أبو تمام)
سَقى اللَهُ مَن أَهوى عَلى بُعدِ نَأيِهِ وَإِعراضِهِ عَنّي وَطولِ جَفائِهِ (أبو تمام)
أَبى اللَهُ إِلّا أَن كَلِفتُ بِحُبِّهِ فَأَصبَحتُ فيهِ راضِياً بِقَضائِهِ (أبو تمام)
وَأَفرَدتُ عَيني بِالدُموعِ فَأَصبَحَت وَقَد غَصَّ مِنها كُلُّ جَفنٍ بِمائِهِ (أبو تمام)
فَإِن مِتُّ مِن وَجدٍ بِهِ وَصَبابَةٍ فَكَم مِن مُحِبٍّ ماتَ قَبلي بِدائِهِ (أبو تمام)
سَقى عَهدَ الحِمى سَبَلُ العِهادِ وَرَوَّضَ حاضِرٌ مِنهُ وَبادِ (أبو تمام)
نَزَحتُ بِهِ رَكِيَّ العَينِ لَمّا رَأَيتُ الدَمعَ مِن خَيرِ العَتادِ (أبو تمام)
فَيا حُسنَ الرُسومِ وَما تَمَشّى إِلَيها الدَهرُ في صُوَرِ البُعادِ (أبو تمام)
وَإِذ طَيرُ الحَوادِثِ في رُباها سَواكِنُ وَهيَ غَنّاءُ المَرادِ (أبو تمام)
مَذاكي حَلبَةٍ وَشُروبُ دَجنٍ وَسامِرُ فِتيَةٍ وَقُدورُ صادِ (أبو تمام)
وَأَعيُنُ رَبرَبٍ كُحِلَت بِسِحرٍ وَأَجسادٌ تُضَمَّخُ بِالجَسادِ (أبو تمام)
بِزُهرٍ وَالحُذاقِ وَآلِ بُردٍ وَرَت في كُلِّ صالِحَةٍ زِنادي (أبو تمام)
وَإِن يَكُ مِن بَني أُدَدٍ جَناحي فَإِنَّ أَثيثَ ريشي مِن إِيادِ (أبو تمام)
غَدَوتُ بِهِم أَمَدَّ ذَوِيَّ ظِلّاً وَأَكثَرَ مَن وَرائي ماءَ وادِ (أبو تمام)
هُمُ عُظمى الأَثافي مِن نِزارٍ وَأَهلُ الهَضبِ مِنها وَالنِجادِ (أبو تمام)