لَقَد ضاقَتِ الدُنيا عَلَيَّ بِأَسرِها بِهِجرانِهِ حَتّى كَأَنِّيَ في حَبسِ (أبو تمام)
لَما فَكَكتُ رِقابَ الشِعرِ عَن فِكَري وَلا رِقابَهُمُ إِلّاوَهُم حُيُضُ (أبو تمام)
أَصبَحتُ يَرمي نَباهاتي بِخامِلِهِ مَن كُلُّهُ لِنِبالي كُلِّها غَرَضُ (أبو تمام)
راحَتي في البُكاءِ حَتّى أَراكا إِنَّ لي مِنكَ شاغِلاً عَن سِواكا (أبو تمام)
تَعِسَ الهَجرُ وَالَّذي شَأنُهُ الهَج رُ مِنَ الناسِ كُلِّهِم حاشاكا (أبو تمام)
أَرشِدَنّي إِلى رِضاكَ فَإِنّي لَستُ أَدري ما حيلَتي في رِضاكا (أبو تمام)
وَإِذا قيلَ مَن تُحِبُّ تَخَطّا كَ لِساني وَأَنتَ في القَلبِ ذاكا (أبو تمام)
رَأَيتُ العُلا مَعمورَةً بِكَ دارُها إِذا اِجتَمَعَت جَأشاً وَقَرَّ قَرارُها (أبو تمام)
وَكَم نَكبَةٍ ظَلماءَ تُحسَبُ لَيلَةً تَجَلّى لَنا مِن راحَتَيكَ نَهارُها (أبو تمام)
فَلا جارَكَ العافي تَناوَلَ مَحلُها وَلا عِرضَكَ الوافي تَناوَلَ عارُها (أبو تمام)
فَلا تُمكِنَنَّ المَطلَ مِن ذِمَّةِ النَدى فَبِئسَ أَخو الأَيدي الغِرارِ وَجارُها (أبو تمام)
فَإِنَّ الأَيادي الصالِحاتِ كِبارُها إِذا وَقَعَت تَحتَ المِطالِ صِغارُها (أبو تمام)
وَما نَفعُ مَن قَد ماتَ بِالأَمسِ صادِياً إِذا ما سَماءُ اليَومِ طالَ اِنهِمارُها (أبو تمام)
وَما العُرفُ بِالتَسويفِ إِلّا كَخُلَّةٍ تَسَلَّيتَ عَنها حينَ شَطَّ مَزارُها (أبو تمام)
وَخَيرُ عِداتِ المَرءِ مُختَصَراتُها كَما أَنَّ خَيراتِ اللَيالي قِصارُها (أبو تمام)
رَأَيتُ في النَومِ أَنَّ الصُلحَ قَد فَسَدا وَأَنَّ مَولايَ بَعدَ القُربِ قَد بَعُدا (أبو تمام)
لِمَ لَم أَمُت حُزناً لِمَ لَم أَمُت أَسَفاً لِمَ لَم أَمُت جَزَعاً لِمَ لَم أَمُت كَمَدا (أبو تمام)
قَد كِدتُ أَحلِفُ إِلّا أَنَّ ذا سَرَفٌ أَلّا أَذوقَ مَناماً بَعدَها أَبَدا (أبو تمام)
أَصبَحتُ مِن زَفَراتٍ لا أَقومُ لَها أَشكو الرُقادَ إِذا غَيري شَكا السُهُدا (أبو تمام)
رَحَلَت فَغَيرُ دُموعِيَ الدُرَرُ وَلِغَيرِيَ الأَحزانُ وَالفِكَرُ (أبو تمام)
لَو تَكشِفونَ نِقابَها سَبَقَت مِنكُم إِلَيَّ بِبَينِها البُشَرُ (أبو تمام)