لَقَد ضاقَتِ الدُنيا عَلَيَّ بِأَسرِها بِهِجرانِهِ حَتّى كَأَنِّيَ في حَبسِ (أبو تمام)
قَد قُلتُ لَمّا اِطلَخَمَّ الأَمرُ وَاِنبَعَثَت عَشواءُ تالِيَةً غُبساً دَهاريسا (أبو تمام)
لي حُرمَةٌ بِكَ أَمسى حَقُّ نازِلِها وَقفاً عَلَيكَ فَدَتكَ النَفسُ مَحبوسا (أبو تمام)
كَم دَعوَةٍ لي إِذا مَكروهَةٌ نَزَلَت وَاِستَفحَلَ الخَطبُ يا عَيّاشُ يا عيسى (أبو تمام)
لِلَّهِ أَفعالُ عَيّاشٍ وَشيمَتُهُ يَزِدنَهُ كَرَماً إِن ساسَ أَو سيسا (أبو تمام)
ما شاهَدَ اللَبسَ إِلّا كانَ مُتَّضِحاً وَلا نَأى الحَقَّ إِلّا كانَ مَلبوسا (أبو تمام)
فاضَت سَحائِبُ مِن نَعمائِهِ فَطَمَت نُعماهُ بِالبُؤسِ حَتّى اِجتَثَّتِ البوسا (أبو تمام)
يَحرُسنَ بِالبَذلِ عَرضاً ما يَزالُ مِنَ ال آفاتِ بِالنَفحاتِ الغُرِّ مَحروسا (أبو تمام)
فَرعٌ سَما في سَماءِ العِزِّ مُتَّخِذاً أَصلاً ثَوى في قَرارِ المَجدِ مَغروسا (أبو تمام)
لَيثٌ تَرى كُلَّ يَومٍ تَحتَ كَلكَلِهِ لَيثاً مِنَ الإِنسِ جَهمَ الوَجهِ مَفروسا (أبو تمام)
أَهيَسُ أَليَسُ مَشّاءٌ إِلى هِمَمٍ تُغَرِّقُ العيسَ في آذِيِّها الليسا (أبو تمام)
نافَسَ أَهلَ العُلى فَاِحتازَ عَقلَهُمُ مِنهُم فَأَصبَحَ مُعطى الحَقِّ مَنفوسا (أبو تمام)
تَجري السُعودُ لَهُ في كُلِّ نائِبَةٍ نابَت وَإِن كانَ يَومُ البَأسِ مَنحوسا (أبو تمام)
لَهُ لِواءُ نَدىً ما هَزَّ عامِلَهُ إِلّا أَراكَ لِواءَ البُخلِ مَنكوسا (أبو تمام)
مُقابَلٌ في بَني الأَذواءِ مَنصِبُهُ عيصاً فَعيصاً وَقُدموساً فَقُدموسا (أبو تمام)
الوارِدينَ حِياضَ المَوتِ مُتأَقَةً ثُباً ثُباً وَكَراديساً كَراديسا (أبو تمام)
وَالمانِعينَ حياضَ المَجدِ إِن دُهِمَت مَنعَ الضَراغِمِ آجاماً وَعِرّيسا (أبو تمام)
نَمَوكَ قِنعاسَ دَهرٍ حينَ يَحزُبُهُ أَمرٌ يُشابِهُ آباءً قَناعيسا (أبو تمام)
وَقَدَّموا مِنكَ إِن هُم خاطَبوا ذَرِباً وَرادَسوا حَضرَمِيَّ الصَخرِ رِدّيسا (أبو تمام)
أَشَمُّ أَصيَدُ تَكوي الصيدَ غُرَّتُهُ كَيّاً وَأَشوَسُ يُعشي الأَعيُنَ الشوسا (أبو تمام)
شامَت بُروقَكَ آمالي بِمِصرَ وَلَو أَصبَحَت بِالطوسِ لَم اِستَبعِدِ الطوسا (أبو تمام)