تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ (أبو تمام)
وَإِن تَوَرَّدتُ مِن بَحرِ البُحورِ نَدىً وَلَم أَنَل مِنهُ إِلّا غُرفَةً بِيَدي (أبو تمام)
لَبّاكَ عَبدُكَ مُخلِصا وَبَكى دَماً عَدَدَ الحَصى (أبو تمام)
عَبداً أَطاعَكَ قَلبُهُ لَيسَ المُطيعُ كَمَن عَصى (أبو تمام)
أَغرَت مَحاسِنُكَ السَقا مَ بِهِ فَعَمَّ وَخَصَّصا (أبو تمام)
رامَ التَخَلُّصَ مِن هَوا كَ فَما أَطاقَ تَخَلُّصا (أبو تمام)
لَطَمَحتَ في الإِبراقِ وَالإِرعادِ وَغَدا عَلَيَّ بِسَيلِ لَومِكِ غادِ (أبو تمام)
أَنتَ الفَتى كُلُّ الفَتى لَو أَنَّ ما تُسديهِ في التَأنيبِ في الإِسعادِ (أبو تمام)
لا تُنكِرَن أَن يَشتَكي ثِقلَ الهَوى بَدَني فَما أَنا مِن بَقِيَّةِ عادِ (أبو تمام)
كَم وَقعَةٍ لي في الهَوى مَشهورَةٍ ما كُنتُ فيها الحارِثَ بنَ عُبادِ (أبو تمام)
رَحَلَ العَزاءُ مَعَ الرَحيلِ كَأَنَّما أُخِذَت عُهودُهُما عَلى ميعادِ (أبو تمام)
جادَ الفِراقُ بِمَن أَضَنُّ بِنَأيِهِ بِمَسالِكِ الإِتهامِ وَالإِنجادِ (أبو تمام)
وَكَأَنَّ أَفئِدَةَ النَوى مَصدوعَةٌ حَتّى تَصَدَّعَ بِالفِراقِ فُؤادي (أبو تمام)
فَإِذا فَضَضتُ مِنَ اللَيالي فُرجَةً خالَفنَها فَسَدَدنَها بِبِعادِ (أبو تمام)
بَل ذِكرَةٌ طَرَقَت فَلَمّا لَم أَبِت باتَت تُفَكِّرُ في ضُروبِ رُقادي (أبو تمام)
أَغرَت هُمومي فَاِستَلَبنَ فُضولُها نَومي وَنِمنَ عَلى فُضولِ وِسادي (أبو تمام)
وَإِلى جَنابِ أَبي المُغيثِ تَواهَقَت خوصُ العُيونِ مَوائِرُ الأَعضادِ (أبو تمام)
يَلقَينَ مَكروهَ السُرى بِنَظيرِهِ مِن جِدِّهِ في النَصِّ وَالإِسآدِ (أبو تمام)
الآنَ جُرِّدَتِ المَدائِحُ وَاِنتَهى فَيضُ القَريضِ إِلى عُبابِ الوادي (أبو تمام)
أَضحَت مَعاطِنُ رَوضِهِ وَمِياهُهُ وَقفاً عَلى الرُوّادِ وَالوُرّادِ (أبو تمام)
عُذنا بِموسى مِن زَمانٍ أَنشَرَت سَطَواتُهُ فِرعَونَ ذا الأَوتادِ (أبو تمام)