وَحُلَّةٍ كَساها كَالحَليِ وَاِلتِهابِه (أبو تمام)
ما زِلتُ أَعلَمُ أَنَّ بَحرَكَ مِلحَةٌ وَاِزدَدتُ لَمّا صِرتُ نَصبَ الساحِلِ (أبو تمام)
وَكَذاكَ مَن قَصَدَ اللِئامَ بِعاجِلٍ في المَدحِ سُوِّدَ وَجهُهُ في الآجِلِ (أبو تمام)
أَمّا أَبو بِشرٍ فَقَد أَضحى الوَرى كَلّاً عَلى نَفَحاتِهِ وَنَوالِهِ (أبو تمام)
فَمَتى تُلِمُّ بِهِ تَؤُب مُستَيقِناً أَن لَيسَ أَولى مِن سِواهُ بِمالِهِ (أبو تمام)
كَرَمٌ يَزيدُ عَلى الكِرامِ وَتَحتَهُ أَدَبٌ يَفُكُّ القَلبَ مِن أَغلالِهِ (أبو تمام)
أُبلِيتُ مِنهُ مَوَدَّةً عَبدِيَّةً راشَت نِبالي كُلَّها بِنِبالِهِ (أبو تمام)
حَتّى لَوَ اَنَّكَ تَستَشِفُّ ضَميرَهُ لَرَأَيتَني في الصَدرِ مِن آمالِهِ (أبو تمام)
أَوَ ما رَأَيتَ الوَردَ أَتحَفَنا بِهِ إِتحافَ مَن خَطَرَ الصَديقُ بِبالِهِ (أبو تمام)
وَرداً كَتَوريدِ الخُدودِ تَلَوَّنَت خَجَلاً وَأَبيَضَ في بَياضِ فَعالِهِ (أبو تمام)
وَالقَهوَةُ الصَهباءُ ظَلَّت تُستَقى مِن طَيِّباتِ المُجتَنى وَحَلالِهِ (أبو تمام)
مَشمولَةً تُغني المُقِلَّ وَإِنَّما ذاكَ الغِنى التَزييدُ في إِقلالِهِ (أبو تمام)
وَمُلَحَّباً لاقى المَنِيَّةَ حاسِراً وَالمَوتُ أَحمَرُ واقِفاً بِحِيالِهِ (أبو تمام)
فَكَبا كَما يَكبو الكَمِيُّ تَصَرَّفَت أَيّامُهُ وَاِنبَتَّ مِن أَبطالِهِ (أبو تمام)
فَأَتى وَقَد عَرَّتهُ مُرهَفَةُ المُدى مِن روحِهِ جَمعاً وَمِن سِربالِهِ (أبو تمام)
لَو كانَ يُهدى لِاِمرِئٍ ما لا يُرى يُهدى لِعُظمِ فِراقِهِ وَذِيالِهِ (أبو تمام)
لَرَدَدتُ تُحفَتَهُ عَلَيهِ وَإِن عَلَت عَن ذاكَ وَاِستَهدَيتُ بَعضَ خِصالِهِ (أبو تمام)
أَمّا وَقَد أَلحَقتَني بِالمَوكِبِ وَمَدَدتَ مِن ضَبعي إِلَيكَ وَمَنكِبي (أبو تمام)
فَلَأُعرِضَنَّ عَنِ الخُطوبِ وَجَورِها وَلَأَصفَحَنَّ عَنِ الزَمانِ المُذنِبِ (أبو تمام)
وَلَأُلبِسَنَّكَ كُلَّ بَيتٍ مُعلَمٍ يُسدى وَيُلحَمُ بِالثَناءِ المُعجَبِ (أبو تمام)
مِن بِزَّةِ المَدحِ الَّتي مَشهورُها مُتَمَكِّنٌ في كُلِّ قَلبٍ قُلَّبِ (أبو تمام)