وَمُهَفهَفِ الساقي قَريبِ جَنى النَدى عَفِّ النَديمِ سَريعِ سَعيِ الطاهي (أبو تمام)
فَخَولانٌ فَيَحصُبُ كانَ فيهِم وَفيها غالَهُم عَجبٌ عَجيبُ (أبو تمام)
مَضَوا لَم يُخزِ قائِلَهُم خُمولٌ وَلَم يُجدِب فَعالَهُمُ جُدوبُ (أبو تمام)
وَلَم تُجزَل بِغَيرِهِمُ العَطايا وَلَم تُغفَر بِغَيرِهِمُ الذُنوبُ (أبو تمام)
بُدورُ المُظلِماتِ إِذا أَنادَوا وَأُسدُ الغابِ أَزعَلَها الرُكوبُ (أبو تمام)
أُولَئِكَ لا خَوالِفَ أَعقَبَتهُم كَما خَلَفَت هَوادِيَها العُجوبُ (أبو تمام)
حَواقِلَةٌ وَأَصبِيَةٌ تَرامَت بِهِم بيدُ الدَخالَةِ وَالسُهوبُ (أبو تمام)
فَلا الأَحداثُ بِالأَحداثِ تُرجى فَواضِلُهُم وَلا الشيخانُ شيبُ (أبو تمام)
كِلا طَعمَيهِمُ سَلَعٌ وَصابٌ فَأَيُّ مَذاقَتَيهِم تَستَطيبُ (أبو تمام)
وَما فَضلُ العِتاقِ إِذا أَلَظَّت بِها وَتَأَثَّلَت فيها العُيوبُ (أبو تمام)
أَتُمتَحَنُ القِسِيُّ بِغَيرِ نَبلٍ أَيُخطِئُ مُبتَليها أَم يُصيبُ (أبو تمام)
أَلِلغِمدِ المَشوفِ عَلَيكَ رَدٌّ وَلَيسَ لُبابَهُ ذَكَرٌ خَشيبُ (أبو تمام)
تَحَيَّفَتِ الأُمورُ أَبا سَعيدٍ وَضاقَ بِأَهلِهِ اللَقمُ الرَكوبُ (أبو تمام)
وَأَمسى الناسُ في عَمياءَ أَلوى بِأَنجُمِها وَأَشمُسِها الغُروبُ (أبو تمام)
لَهُم نَسَبٌ وَلَيسَ لَهُم فَعالٌ وَأَجسامٌ وَلَيسَ لَهُم قُلوبُ (أبو تمام)
مَضى ما كانَ قَبلُ مِنَ الدَعارَه فَبانَ وَأُطفِئَت تِلكَ الحَرارَه (أبو تمام)
وَأَصبَحَ وَجهُكَ المَعشوقُ عَفّى عَلى ديباجِهِ بُردُ الإِجارَه (أبو تمام)
وَكانَ أَرَقَّ وَجهٍ ثُمَّ أَضحى يَكادُ بِأَن تُرَصَّ بِهِ الحِجارَه (أبو تمام)
وَهَل يَبقى لِثَوبِ الصِدقِ ماءٌ إِذا أَدمَنتَ فيهِ عَلى القَصارَه (أبو تمام)
تَجَرتَ بِعَينِ ظَهرِكَ مُستَعيناً بِأَثوابِ البَطالَةِ وَالخَسارَه (أبو تمام)
فَأَنتَ أَحَقُّ خَلقِ اللَهِ أَلّا تَضيعَ مَعَ الكِتابَةِ وَالتِجارَه (أبو تمام)