وَما لِلدارِ إِلّا كُلُّ سَمحٍ بِأَدمُعِهِ وَأَضلُعِهِ سَخِيِّ (أبو تمام)
ما لِلفَيافي وَتِلكَ العيسُ قَد خُزِمَت فَلَم تَظَلَّم إِلَيها مِن صَحاصِحِها (أبو تمام)
فُتلٌ إِذا اِبتَكَرَ الغادي عَلى أَمَلٍ خَلَّفنَهُ يَزجُرُ الحَسرى بِرائِحِها (أبو تمام)
تُصغي إِلى الحَدوِ إِصغاءَ القِيانِ إِلى نَغمٍ إِذا اِستَغرَبَتهُ مِن مَطارِحِها (أبو تمام)
حَتّى تؤوبَ كَأَنَّ الطَلحَ مُعتَرِضٌ بِشَوكِهِ في المَآقي مِن طَلائِحِها (أبو تمام)
إِلى الأَكارِمِ أَفعالاً وَمُنتَسَباً لَم يَرتَعِ الذَمُّ يَوماً في طَوائِحِها (أبو تمام)
آساسُ مَكَّةَ وَالدُنيا بِعُذرَتِها لَم يَنزِلِ الشَيبُ في مَثنى مَسائِحِها (أبو تمام)
قَومٌ هُمُ أَمِنوا قَبلَ الحَمامِ بِها مِن بَينِ ساجِعِها الباكي وَنائِحِها (أبو تمام)
كانوا الجِبالَ لَها قَبلَ الجِبالِ وَهُم سالوا وَلَم يَكُ سَيلٌ في أَباطِحِها (أبو تمام)
وَالفَضلُ إِن شَمِلَ الإِظلامُ ساحَتَها مِصباحُها المُتَجَلّي مِن مَصابِحِها (أبو تمام)
مِن خَيرِها مَغرِساً فيها وَأَوسَعِها شِعباً تُحَطُّ إِلَيهِ عيرُ مادِحِها (أبو تمام)
لا تَفتَ تُزجي فَتِيَّ العيسِ سَاهِمِةً إِلى فَتى سِنِّها مِنها وَقارِحِها (أبو تمام)
حَتّى تُناوِلَ تِلكَ القَوسَ بارِيَها حَقّاً وَتُلقي زِناداً عِندَ قادِحِها (أبو تمام)
كَأَنَّ صاعِقَةً في جَوفِ بارِقَةٍ زَئيرُهُ واغِلاً في أُذنِ نابِحِها (أبو تمام)
سِنانُ مَوتٍ ذُعافٍ مِن أَسِنَّتِها صَفيحَةٌ تُتَحامى مِن صَفائِحِها (أبو تمام)
ذو تَدرَءٍ وَإِباءٍ في الأُمورِ وَهَل جَواهِرُ الطَيرِ إِلّا في جَوارِحِها (أبو تمام)
هَشماً لِأَنفِ المُسامي حَينَهُ فَسَما لِهاشِمٍ فَضلُها فيها اِبنُ صالِحِها (أبو تمام)
يا حاسِدَ الفَضلِ لا أَعرِفكَ مُحتَشِداً لِغَمرَةٍ أَنتَ عِندي غَيرُ سابِحِها (أبو تمام)
لِكَوكَبٍ نازِحٍ مِن كَفِّ لامِسِهِ وَصَخرَةٍ وَسمُها في قَرنِ ناطِحِها (أبو تمام)
وَلا تَقُل إِنَّنا مِن نَبعَةٍ فَلَقَد بانَت نَجائِبُ إِبلٍ مِن نَواضِحِها (أبو تمام)
سَميدَعٌ يَتَغَطّى مِن صَنائِعِهِ كَما تَغَطّى رِجالٌ مِن فَضائِحِها (أبو تمام)