وَكَذاكَ مَن قَصَدَ اللِئامَ بِعاجِلٍ في المَدحِ سُوِّدَ وَجهُهُ في الآجِلِ (أبو تمام)
وَتَتابَعَت أَيّامُهُ وَشُهورُهُ عُصَباً يُغِرنَ كَأَنَّهُنَّ مَقانِبُ (أبو تمام)
مِن نَكبَةٍ مَحفوفَةٍ بِمُصيبَةٍ جُذَّ السَنامُ لَها وَجُذَّ الغارِبُ (أبو تمام)
أَو لَوعَةٍ مَنتوجَةٍ مِن فُرقَةٍ حَقُّ الدُموعِ عَلَيَّ فيها واجِبُ (أبو تمام)
وَوَلِهتُ مُذ زُمَّت رِكابُكَ لِلنَوى فَكَأَنَّني مُذ غِبتَ عَنّي غائِبُ (أبو تمام)
إِنّي أَظُنُّ البِلى لَو كانَ يَفهَمُهُ صَدَّ البِلى عَن بَقايا وَجهِهِ الحَسَنِ (أبو تمام)
يا مَوتَةً لَم تَدَع ظَرفاً وَلا أَدَباً إِلّا حَكَمتِ بِهِ لِلَّحدِ وَالكَفَنِ (أبو تمام)
لِلَّهِ أَلحاظُهُ وَالمَوتُ يَكسِرُها كَأَنَّ أَجفانَهُ سَكرى مِنَ الوَسَنِ (أبو تمام)
يَرُدُّ أَنفاسَهُ كَرهاً وَتَعطِفُها يَدُ المَنِيَّةِ عَطفَ الريحِ لِلغُصُنِ (أبو تمام)
يا هَولَ ما أَبصَرَت عَيني وَما سَمِعَت أُذني فَلا بَقِيَت عَيني وَلا أُذُني (أبو تمام)
لَم يَبقَ مِن بَدَني جُزءٌ عَلِمتُ بِهِ إِلّا وَقَد حَلَّهُ جُزءٌ مِنَ الحَزَنِ (أبو تمام)
كانَ اللَحاقُ بِهِ أَولى وَأَحسَنَ بي مِن أَن أَعيشَ سَقيمَ الروحِ وَالبَدَنِ (أبو تمام)
إِنّي أَظُنُّ البِليَ لَو كانَ يَفهَمُهُ صَدَّ البِلى عَن بَقايا وَجهِهِ الحَسَنِ (أبو تمام)
يا مَوتَهُ لَم تَدَع ظَرفاً وَلا أَدَباً إِلّا حَكَمتَ بِهِ لِلَّحدِ وَالكَفَنِ (أبو تمام)
إِنّي عَلى ما نالَني لَصَبورُ وَبِغَيرِ حُسنِ تَجَلُّدٍ لَجَديرُ (أبو تمام)
أَعزِز بِعَيّاشٍ عَلَيَّ مُغَيَّباً في غَيرِ حُفرَتِهِ الحِجى وَالخيرُ (أبو تمام)
فَكَّت أَكُفُّ المَوتِ غُلَّ قَصائِدي عَنهُ وَضَيغَمُها عَلَيهِ يَزيرُ (أبو تمام)
ما زالَ غُلُّ الذَمِّ ثانِيَ عِطفِهِ حَتّى أَتاهُ المَوتُ وَهوَ أَسيرُ (أبو تمام)
مِن بَعدِ ما نَزَّهتُ في سَوآتِهِ حَسَناتِ شِعرٍ بَحرُهُنَّ بُحورُ (أبو تمام)
وَبَقيتُ لَولا أَنَّني في طَيِّئٍ عَلَمٌ لَقالَ الناسُ أَنتَ جَريرُ (أبو تمام)
يا عِبرَةَ اللَهِ الَّتي مِن طَرزِها نَشَأوا فَكانَ القِردُ وَالخِنزيرُ (أبو تمام)