أَيهاً دِمشقُ فَقَد حَوَيتِ مَكارِماً بِأَبي المُغيثِ وَسُؤدُداً قُدموسا (أبو تمام)
لَقَد ساسَنا هَذا الزَمانُ سِياسَةً سُدىً لَم يَسُسها قَطُّ عَبدٌ مُجَدَّعُ (أبو تمام)
تَروحُ عَلَينا كُلَّ يَومٍ وَتَغتَدي خُطوبٌ كَأَنَّ الدَهرَ مِنهُنَّ يُصرَعُ (أبو تمام)
حَلَت نُطَفٌ مِنها لِنِكسٍ وَذو النُهى يُدافُ لَهُ سُمٌّ مِنَ العَيشِ مُنقَعُ (أبو تمام)
فَإِن نَكُ أُهمِلنا فَأَضعِف بِسَعيِنا وَإِن نَكُ أُجبِرنا فَفيمَ نُتَعتِعُ (أبو تمام)
لَقَد آسَفَ الأَعداءَ مَجدُ اِبنِ يوسُفٍ وَذو النَقصِ في الدُنيا بِذي الفَضلِ مولَعُ (أبو تمام)
أَخَذتُ بِحَبلٍ مِنهُ لَمّا لَوَيتُهُ عَلى مِرَرِ الأَيّامِ ظَلَّت تَقَطَّعُ (أبو تمام)
هُوَ السَيلُ إِن واجَهتَهُ اِنقَدتَ طَوعَهُ وَتَقتادُهُ مِن جانِبَيهِ فَيَتبَعُ (أبو تمام)
وَلَم أَرَ نَفعاً عِندَ مَن لَيسَ ضائِراً وَلَم أَرَ ضَرّاً عِندَ مَن لَيسَ يَنفَعُ (أبو تمام)
يَقولُ فَيُسمِعُ وَيَمشي فَيُسرِعُ وَيَضرِبُ في ذاتِ الإِلَهِ فَيوجِعُ (أبو تمام)
مُمَرٌّ لَهُ مِن نَفسِهِ بَعضُ نَفسِهِ وَسائِرُها لِلحَمدِ وَالأَجرِ أَجمَعُ (أبو تمام)
رَأى البُخلَ مِن كُلٍّ فَظيعاً فَعافَهُ عَلى أَنَّهُ مِنهُ أَمَرُّ وَأَفظَعُ (أبو تمام)
وَكُلُّ كُسوفٍ في الدَرارِيِّ شُنعَةٌ وَلَكِنَّهُ في الشَمسِ وَالبَدرُ أَشنَعُ (أبو تمام)
مَعادُ الوَرى بَعدَ المَماتِ وَسَيبُهُ مَعادٌ لَنا قَبلَ المَماتِ وَمَرجِعُ (أبو تمام)
لَهُ تالِدٌ قَد وَقَّرَ الجودُ هامَهُ فَقَرَّت وَكانَت لا تَزالُ تَفَزَّعُ (أبو تمام)
إِذا كانَتِ النُعمى سَلوباً مِن اِمرِىءٍ غَدَت مِن خَليجَي كَفِّهِ وَهيَ مُتبَعُ (أبو تمام)
وَإِن عَثَرَت سودُ اللَيالي وَبيضُها بِوَحدَتِهِ أَلفَيتَها وَهيَ مَجمَعُ (أبو تمام)
وَإِن خَفَرَت أَموالَ قَومٍ أَكُفُّهُم مِنَ النَيلِ وَالجَدوى فَكَفّاهُ مَقطَعُ (أبو تمام)
وَيَومٍ يَظَلُّ العِزُّ يُحفَظُ وَسطَهُ بِسُمرِ العَوالي وَالنُفوسُ تُضَيَّعُ (أبو تمام)
مَصيفٍ مِنَ الهَيجا وَمِن جاحِمِ الوَغى وَلَكِنَّهُ مِن وابِلِ الدَمِ مَربَعُ (أبو تمام)
عَبوسٍ كَسا أَبطالَهُ كُلَّ قَونَسٍ يُرى المَرءُ مِنهُ وَهوَ أَفرَعُ أَنزَعُ (أبو تمام)