أَيهاً دِمشقُ فَقَد حَوَيتِ مَكارِماً بِأَبي المُغيثِ وَسُؤدُداً قُدموسا (أبو تمام)
فَأَضحوا لَوِ اِسطاعوا لِفَرطِ مَحَبَّةٍ لَقَد عُلِّقَت خَوفاً عَلَيكَ التَمائِمُ (أبو تمام)
وَلَو عَلِمَ الشَيخانِ أُدٌّ وَيَعرُبٌ لَسُرَّت إِذَن تِلكَ العِظامُ الرَمائِمُ (أبو تمام)
تَلاقى بِكَ الحَيّانِ في كُلِّ مَحفَلٍ جَليلٍ وَعاشَت في ذَراكَ العَماعِمُ (أبو تمام)
تَدارَكهُ إِنَّ المَكرُماتِ أَصابِعٌ وَإِنَّ حُلى الأَشعارِ فيها خَواتِمُ (أبو تمام)
إِذا أَنتَ لَم تَحفَظهُ لَم يَكُ بِدعَةً وَلا عَجَباً أَن ضَيَّعَتهُ الأَعاجِمُ (أبو تمام)
فَقَد هَزَّ عِطفَيهِ القَريضُ تَوَقُّعاً لِعَدلِكَ مُذ صارَت إِلَيكَ المَظالِمُ (أبو تمام)
وَلَولا خِلالٌ سَنَّها الشِعرُ ما دَرى بُغاةُ النَدى مِن أَينَ تُؤتى المَكارِمُ (أبو تمام)
أَلَم يَأنِ تَركي لا عَلَيَّ وَلا لِيا وَعَزمي عَلى ما فيهِ إِصلاحُ حالِيا (أبو تمام)
وَقَد نالَ مِنّي الشَيبُ وَاِبيَضَّ مَفرِقي وَغالَت سَوادي شُهبَةٌ في قَذالِيا (أبو تمام)
وَحالَت بِيَ الحالاتُ عَمّا عَهِدتُها بِكَرِّ اللَيالي وَاللَيالي كَما هِيا (أبو تمام)
أُصَوِّتُ بِالدُنيا وَلَيسَت تُجيبُني أُحاوِلُ أَن أَبقى وَكَيفَ بَقائِيا (أبو تمام)
وَما تَبرَحُ الأَيّامُ تَحذِفُ مُدَّتي بِعَدِّ حِسابٍ لا كَعَدِّ حِسابِيا (أبو تمام)
لِتَمحُوَ آثاري وَتُخلِقَ جِدَّتي وَتُخلِيَ مِن رَبعي بِكُرهٍ مَكانِيا (أبو تمام)
كَما فَعَلَت قَبلي بِطَسمٍ وَجُرهُمٍ وَآلِ ثَمودٍ بَعدَ عادِ بنِ عادِيا (أبو تمام)
وَأَبقى صَريعاً بَينَ أَهلي جَنازَةً وَيَحوي ذَوو الميراثِ خالِصَ مالِيا (أبو تمام)
أَقولُ لِنَفسي حينَ مالَت بِصَغوِها إِلى خَطَراتٍ قَد نَتَجنَ أَمانِيا (أبو تمام)
هَبيني مِنَ الدُنيا ظَفِرتُ بِكُلِّ ما تَمَنَّيتُ أَو أُعطيتُ فَوقَ أَمانِيا (أبو تمام)
أَلَيسَ اللَيالي غاصِباتي بِمُهجَتي كَما غَصَبَت قَبلي القُرونَ الخَوالِيا (أبو تمام)
وَمُسكِنَتي لَحداً لَدى حُفرَةٍ بِها يَطولُ إِلى أُخرى اللَيالي ثَوائِيا (أبو تمام)
كَما أَسكَنَت ساماً وَحاماً وَيافِثاً وَنوحاً وَمَن أَضحى بِمَكَّةَ ثاوِيا (أبو تمام)