تَجَرَّعَ المَوتَ نَحّارٌ لِأَينَقِهِ إِذا شَتا وَلِفارِ المِسكِ ذَبّاحُ (أبو العلاء المعري)
إِذا ما اِنقَضى يَومٌ بِشَوقٍ مُبَرِّحٍ أَتى بِاِشتِياقٍ فادِحٍ بَعدَهُ غَدُ (أبو تمام)
فَلَم يُبقِ مِنّي طولُ شَوقي إِلَيهِمُ سِوى حَسَراتٍ في الحَشى تَتَرَدَّدُ (أبو تمام)
خَليلَيَّ ما أَرتَعتُ طَرفِيَ بَهجَةً وَما اِنبَسَطَت مِنّي إِلى لَذَّةٍ يَدُ (أبو تمام)
وَلا اِستَحدَثَت نَفسي خَليلاً مُجَدَّداً فَيُذهِلُني عَنهُ الخَليلُ المُجَدَّدُ (أبو تمام)
وَلا حُلتُ عَن عَهدي الَّذي قَد عَهِدتُما فَدوما عَلى العَهدِ الَّذي كُنتُ أَعهَدُ (أبو تمام)
فَإِن تَختَلوا دوني بِأُنسٍ وَلَذَّةٍ فَإِنّي بِطولِ البَثِّ وَالشَوقِ مُفرَدُ (أبو تمام)
ظَبيٌ يَتيهُ بِوِردِهِ في خَدِّهِ خَدٌّ عَلَيهِ غَلائِلٌ مِن وَردِهِ (أبو تمام)
ما كُنتُ أَحسِبُ أَنَّ لي مُستَمتَعاً في قُربِهِ حَتّى بُليتُ بِبُعدِهِ (أبو تمام)
لا شَيءَ أَحسَنُ مِنهُ لَيلَةَ وَصِلنا وَقَد اِتَخَذتُ مَخَدَّةً مِن خَدِّهِ (أبو تمام)
وَفَمي عَلى فَمِهِ يُسامِرُ ريقَهُ وَيَدي تَنَزَّهُ في حَدائِقِ جِلدِهِ (أبو تمام)
ظَنّي بِهِ حَسَنٌ لَولا تَجَنّيهِ وَأَنَّهُ لَيسَ يَرعى حَقَّ حُبّيهِ (أبو تمام)
لَم يُلهِني عَنهُ ما أَلهاهُ بَل عَذُبَت عِندي الصَبابَةُ إِذ جُرِّعتُها فيهِ (أبو تمام)
عَفَّت مَحاسِنُهُ عِندي إِساءَتَهُ حَتّى لَقَد حَسُنَت عِندي مَساويهِ (أبو تمام)
هَذا مُحِبُّكَ أَدمى الشَوقُ مُهجَتَهُ فَكَيفَ تُنكِرُ أَن تَدمى مَآقيهِ (أبو تمام)
ظَنُّكَ فيما أُسِرُّهُ حَكَمُ أَرضى بِهِ لي وَطَرفُكَ الفَهِمُ (أبو تمام)
كَيفَ سُلُوّي وَلَستَ تَرحَمُني لَيسَ بِهَذا تُجاوَرُ النِعَمُ (أبو تمام)
أَمِنتَ قَلبي عَلى هَواكَ فَما قَلبي عَلى ما اِئتَمَنتَ يُتَّهَمُ (أبو تمام)
أَظهَرتُ مِن لَوعَةِ الهَوى جَزَعاً وَالصَبرُ إِلّا عَنِ الهَوى كَرَمُ (أبو تمام)
عَبدُكَ يَدعو باسِطاً خَمسَهُ مُبتَهِلاً يَدعو فَلا تَنسَهُ (أبو تمام)
إِن أَنتَ لَم تَبكِ لَهُ رَحمَةً فَلا تَلُمهُ إِن بَكا نَفسَهُ (أبو تمام)