وَالغَيثُ أَهنَأُ ما تَراهُ عَطيَّةً ما لَم يَحُثُّ بَوارِقاً وَرَواعِدا (أبو العلاء المعري)
وَأَصبَحَتِ الأَحزانُ لا لِمَبَرَّةٍ تُسَلِّمُ شَزراً وَالمَعالي تُوَدِّعُ (أبو تمام)
وَضَلَّ بِكَ المُرتادُ مِن حَيثُ يَهتَدي وَضَرَّت بِكَ الأَيّامُ مِن حَيثُ تَنفَعُ (أبو تمام)
وَأَضحَت قَريحاتُ القُلوبِ مِنَ الجَوى تُقاظُ وَلَكِنَّ المَدامِعَ تُربَعُ (أبو تمام)
عُيونٌ حَفِظنَ اللَيلَ فيكَ مُجَرَّماً وَأَعطَينَهُ الدَمعَ الَّذي كانَ يُمنَعُ (أبو تمام)
وَقَد كانَ يُدعى لابِسُ الصَبرِ حازِماً فَقَد صارَ يُدعى حازِماً حينَ يَجزَعُ (أبو تمام)
وَقالَت عَزاءً لَيسَ لِلمَوتِ مَدفَعٌ فَقُلتُ وَلا لِلحُزنِ لِلمَوتِ مَدفَعُ (أبو تمام)
لِإِدريسَ يَومٌ ماتَزالُ لِذِكرِهِ دُموعٌ وَإِن سَكَّنتَها تَتَفَرَّعُ (أبو تمام)
وَلَمّا نَضا ثَوبَ الحَياةِ وَأَوقَعَت بِهِ نائِباتُ الدَهرِ ما يُتَوَقَّعُ (أبو تمام)
غَدا لَيسَ يَدري كَيفَ يَصنَعُ مُعدِمٌ دَرى دَمعُهُ في خَدِّهِ كَيفَ يَصنَعُ (أبو تمام)
وَماتَت نُفوسُ الغالِبِيّينَ كُلِّهِم وَإِلّا فَصَبرُ الغالِبِيّينَ أَجمَعُ (أبو تمام)
غَدَوا في زَوايا نَعشِهِ وَكَأَنَّما قُرَيشٌ قُرَيشٌ يَومَ ماتَ المُجَمِّعُ (أبو تمام)
وَلَم أَنسَ سَعيَ الجودِ خَلفَ سَريرِهِ بِأَكسَفِ بالٍ يَستَقيمُ وَيَظلَعُ (أبو تمام)
وَتَكبيرُهُ خَمساً عَلَيهِ مُعالِناً وَإِن كانَ تَكبيرَ المُصَلّينَ أَربَعُ (أبو تمام)
وَما كُنتُ أَدري يَعلَمُ اللَهُ قَبلَها بِأَنَّ النَدى في أَهلِهِ يَتَشَيَّعُ (أبو تمام)
وَقُمنا فَقُلنا بَعدَ أَن أُفرِدَ الثَرى بِهِ ما يُقالُ في السَحابَةِ تُقلِعُ (أبو تمام)
أَلَم تَكُ تَرعانا مِنَ الدَهرِ إِن سَطا وَتَحفَظُ مِن آمالِنا ما يُضَيَّعُ (أبو تمام)
وَتَلبَسُ أَخلاقاً كِراماً كَأَنَّها عَلى العِرضِ مِن فَرطِ الحَصانَةِ أَدرُعُ (أبو تمام)
وَتَبسُطُ كَفّاً في الحُقوقِ كَأَنَّما أَنامِلُها في البَأسِ وَالجودِ أَذرُعُ (أبو تمام)
وَتَربُطُ جَأشاً وَالكُماةُ قُلوبُهُم تَزَعزَعُ خَوفاً مِن سُيوفٍ تَتَزَعزَعُ (أبو تمام)
وَأُمنِيَّةُ المُرتادِ تُحضِرُكَ النَدى فَيَشفَعُ في مِثلِ المَلا فَيُشَفَّعُ (أبو تمام)